ان كونك مؤسسًا لشركة ناشئة هو بلا شك عمل شاق ولكنه مجزٍ، ويتطلب مزيجًا فريدًا من المهارات. استنادًا إلى خبرتنا التي تمتد لعقدين في مجال الشركات الناشئة، حددنا خمس صفات أساسية تتشارك بها المؤسسون الناجحون. تشمل هذه الصفات النهج المتمركز حول العملاء، والقدرة على التعلم من الأخطاء، والتواصل الفعال، وإدارة الوقت بشكل منهجي، وأولوية المخاطر وإدارتها.
سمات للرؤساء التنفيذيين الناجحين في الشركات الناشئة
1. النهج المتمركز حول العملاء
تتمثل إحدى الخصائص المميزة لمؤسس الشركة الناشئة الناجح في التركيز الذي يضعه على عملائه. يوضح هذا المبدأ أن العميل يجب أن يكون قلب أي شركة ناشئة طموحة، ويجب أن يكون تلبية احتياجاته الأولوية المطلقة. هذا ليس مجرد ما يميز عملك عن الآخرين، بل هو جانب أساسي يساهم بشكل كبير في استدامة ونمو شركتك الناشئة. تتمحور مهمتك كمؤسس حول مستهلكيك، ساعيًا باستمرار لفهم احتياجاتهم والعمل بجد لتلبيتها. تم توضيح مفهوم التركيز على العملاء بشكل رائع في إطار عمل StoryBrand، وهو نهج تسويقي صاغه دونالد ميلر. يقترح هذا الإطار أن القصص الأكثر جذبًا وفاعلية هي التي تضع العميل في المركز، حيث تروى عنه كبطل يواجه مشكلة تحتاج إلى حل. في هذه السردية، لا تلعب شركتك الناشئة دور البطل، بل تعمل كمرشد أو دليل. من خلال عروضك الفريدة، تقوم بإضاءة الطريق، موفرًا حلاً فعالًا لمشكلة العميل، مما يقوده في النهاية نحو حل ناجح.
2. القدرة على التعلم من الأخطاء
عالم الشركات الناشئة ليس للمستسلمين. إنه رحلة مليئة بالمخاطر والان uncertainties غير المتوقعة. على الرغم من أن إطلاق فكرة جديدة قد يبدو حلماً، فإن الطريق نحو تحويلها إلى مشروع ناجح غالبًا ما يكون ضبابيًا وملئًا بالعقبات. يستسلم العديد ممن ينجذبون إلى ثقافة الشركات الناشئة للمعادلة المغرية بين المخاطر والمكافآت دون أن يدركوا المخاطر العالية المعنية. الشركات الناشئة هي في الأساس ساحة اختبار حيث يتم تحدي قدرة رائد الأعمال في كل خطوة. يتطلب الأمر درجة كبيرة من المرونة والقدرة على استيعاب الأخطاء والتعلم منها والتعافي من النتائج غير المتوقعة. الطريق مليء بالأخطاء، لكن الهدف ليس تجنبها – بل التعلم والتطور منها هو ما يميز رائد الأعمال الناجح. تتماشى فكرة التطور في مجال الشركات الناشئة بشكل جميل مع وجهة نظر StoryBrand حول تطور الشخصيات الرئيسية مع تطور الحبكة. تمامًا كما تتضمن أي قصة مثيرة سلسلة من المنعطفات التي تحفز تحول الشخصية الرئيسية، يجد مؤسسو الشركات الناشئة الناجحون أنفسهم في حالة دائمة من التكيف والنمو. إنهم ليسوا كائنات ثابتة، بل أفراد ديناميكيون يتعلمون كيف يقودون سفينتهم خلال العواصف بشكل إنساني وفعال. لا يتجنبون أخطاءهم بل يستخدمونها لتحسين طرقهم واستراتيجياتهم. من خلال ارتكاب الأخطاء وفهم أين أخطأوا واتخاذ تدابير تصحيحية، يحققون أهدافهم ويخلقون مشروعًا ناجحًا. تعد هذه الدورة المستمرة من التكيف بناءً على الأخطاء السابقة والتجارب المتعلمة سمة مهمة تميز مؤسسي الشركات الناشئة الناجحين عن الآخرين.
3. التواصل الفعال
يُعتبر التواصل الواضح سمة محورية لمؤسس الشركة الناشئة الناجح. إن تعزيز فهم واضح لرؤية الشركة الناشئة بين المؤسسين والفريق هو الخطوة الأولى نحو خلق مشروع ناجح. إنه في الأساس الجسر الذي يربط الأفكار المختلفة، محولًا إياها إلى واقع ملموس. يسهل هذا الاتصال المفتوح التنسيق الفعال بين الفريق ويعزز الطموح، موحدًا الجميع نحو نفس الهدف. يجب أن يتمتع مؤسس الشركة الناشئة بمهارة في التعبير عن هذه الرؤية بطريقة بسيطة وقابلة للفهم لإزالة العقبات وتسهيل الطريق نحو النجاح. علاوة على ذلك، يمتد التواصل الواضح إلى ما هو أبعد من فريقك ليصل إلى العملاء المحتملين والمستثمرين. إن التعبير عن عرض قيمة الشركة الناشئة باختصار هو مفتاح جذب الاهتمام والالتزام. يجب أن تكون الرسالة التي تطرحها للعالم سهلة الهضم، لا تُنسى على الفور، ومقنعة بما يكفي ليس فقط لتوليد اهتمام عابر، ولكن لتحويل هذا الاهتمام إلى قاعدة عملاء مستقرة أو تأمين استثمار. يدرك مؤسسو الشركات الناشئة المهرة قوة اللغة البسيطة والواضحة، ويستغلون هذه القوة لتوحيد فرقهم، وكسب العملاء، وإقناع المستثمرين. إنها مهارة لا يمتلكها الجميع لكنها تحدث فرقًا عميقًا عند استخدامها بدقة.
إليك أيضًا: أفضل الشركات الناشئة التي يجب مراقبتها في عام 2024
4. إدارة الوقت والأولويات
يتطلب أن تكون مؤسسًا ناجحًا لشركة ناشئة مجموعة متنوعة من المهارات، لكن من بين تلك المهارات، تبرز القدرة على التعامل مع مهام متعددة، وتحديد الأولويات بفعالية، وإدارة الوقت بكفاءة. تمامًا كما هي الآلة المتقنة، يجب على مؤسس الشركة الناشئة أن يبحر ببراعة في العديد من المسؤوليات والحفاظ على التوازن، سواء من حيث اتخاذ القرارات، أو تخصيص المشاريع، أو تحديد الأهداف. تتضمن هذه الأمور معالجة العمليات اليومية، وحل المشكلات غير المتوقعة مع الحفاظ على التركيز على الصورة الكبيرة. ليست أهمية هذه المهارات ذات صلة فقط بالتعامل مع الأنشطة اليومية أو المهام القصيرة المدى، بل تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث تلعب دورًا حاسمًا في تحقيق الأهداف طويلة المدى. من السهل أن نرى من خلال سرد القصص أن الشخصية الرئيسية التي تريد الوصول إلى نتيجة مرغوبة لا يمكنها القيام بذلك دون خطة منهجية ومتابعة. تمامًا كما أن نجاحنا في الحياة نادرًا ما يكون نتيجة لأفعال غير مخطط لها أو حظ، فإن حياة مؤسس الشركة الناشئة الناجح تدور حول التخطيط المنظم، واتخاذ قرارات ذكية، ثم التنفيذ السليم. هذه العناصر تُعد بمثابة المنصة التي تأخذ الشركة من مراحل التأسيس إلى تحقيق إنجازات جديدة. لذا، فإن القدرة على إدارة الوقت وتحديد الأولويات لا تعتبر مجرد خبرة اختيارية، بل تشكل العمود الفقري، وخط الحياة في الرحلة الريادية، مما يجعلها سمة ضرورية لأي مؤسس شركة ناشئة ناجح.
5. القدرة على اتخاذ المخاطر وإدارتها
غالبًا ما يكون النجاح في ريادة الأعمال أقل عن تجنب المخاطر وأكثر عن معرفة كيفية اتخاذ المخاطر المحسوبة. يعني ذلك تقييم التهديدات والفوائد المحتملة ثم اتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على ذلك. تعتبر القدرة على حساب وإدارة المخاطر بدقة مهارة لا غنى عنها، حيث تشكل عمليات اتخاذ القرارات الحرجة التي يمكن أن تحدد بقاء أو فشل عمل تجاري ناشئ. أفضل المؤسسين قادرون على لعب أوراقهم بذكاء عندما تكون الاحتمالات ضدهم، معembracing uncertainty that comes with creating a new business. هذه السمة الأساسية للمؤسسين الناجحين تتماشى مع المبادئ السردية التي توضحها StoryBrand. في هذه السرديات التسويقية المعروفة، يكون البطل دائمًا جاهزًا، ومستعدًا، ومجهزًا لاتخاذ إجراءات كبيرة ومخاطرة، مع العلم التام بأن قراراتهم قد تؤدي إلى مجموعة متنوعة من العواقب. مثل هؤلاء الشخصيات الجريئة، يجب على مؤسسي الشركات الناشئة أن يظهروا استعدادهم لاتخاذ قرارات كبيرة. يحتاجون إلى فهم أن كل خيار يتخذونه سيحمل فوائد وعيوب محتملة. الميزة الحقيقية لمؤسس الشركة الناشئة الناجح تكمن في قدرتهم على اتخاذ إجراءات حاسمة تحت الضغط، مع الاستعداد الكامل لمواجهة أي عواقب قد تنجم عن ذلك.
إليك أيضًا:
5 ممارسات تساعدك على النجاح خلال فصل الشتاء
5 أدوات تحليل تسويقية تحتاجها كل شركة لتحقيق النجاح
استراتيجيات ذكية لنجاح الشركات الناشئة
تراجع كبير في استثمارات الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا