يعد الفقر من أبرز القضايا التي تؤثر على حياة ملايين الأشخاص حول العالم، ورغم أن المفهوم التقليدي للفقر قد يرتبط بالافتقار إلى المال أو الدخل، إلا أن الفقر في الواقع يمتد ليشمل أبعادًا متعددة تتجاوز النقص المادي ليشمل جوانب اجتماعية، اقتصادية، وصحية، تتداخل فيما بينها وتؤثر بشكل مباشر على قدرة الأفراد على تلبية احتياجاتهم الأساسية وتحقيق حياة كريمة.
ويتفاوت تعريف الفقر من منطقة إلى أخرى، حيث أن الفقر في الدول المتقدمة قد لا يتشابه مع الفقر في الدول النامية، ولذلك فإن تقييم الفقر يتطلب مراعاة للمعايير المختلفة التي تتناسب مع السياقات الإقليمية والاقتصادية، ووفقًا لمؤشرات متعددة مثل مستوى الدخل، والتعليم، والرعاية الصحية، ونمط الحياة، يمكن تحديد مدى انتشار الفقر في أي مجتمع.
وتوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الفقر، ويمكن تصنيفها في عدة فئات مثل الأسباب الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية، والبيئية، وفي هذا المقال، سنتناول أبرز الأسباب التي تساهم في انتشار الفقر عالميًا، بالإضافة إلى استعراض بعض الحقائق والإحصائيات العالمية المتعلقة بالفقر.
الأسباب الرئيسية للفقر في العالم:
- نقص الدخل والأصول: عندما يفتقر الأفراد إلى دخل ثابت ومناسب لتلبية احتياجاتهم الأساسية، فإنهم يصبحون أكثر عرضة للدخول في دائرة الفقر، وكما أن غياب الأصول البشرية مثل القدرة على العمل، أو الأصول الطبيعية مثل الأراضي، أو الأصول المالية مثل المدخرات أو الائتمان يزيد من فرص الفقر.
- الجوع وسوء التغذية: يعتبر نقص الغذاء الصحي والمتوازن من الأسباب الرئيسة للفقر، وإن فقدان الطاقة اللازمة للعمل والقيام بالأنشطة اليومية بسبب سوء التغذية يؤدي إلى عجز الأفراد عن العمل وتحقيق دخل ثابت.
- اللامساواة والإقصاء الاجتماعي: إن النظام الاجتماعي غير العادل في توزيع الثروات، والتمييز في الوصول إلى الموارد المجتمعية، يعزز من خطر الوقوع في الفقر.
- النزاعات: تؤدي الحروب والصراعات الكبيرة إلى تهجير العديد من الأشخاص، مما يضعهم في حالة فقر مدقع، وعلى سبيل المثال، الحرب في سوريا أدت إلى فقر ما يزيد عن 70% من السكان منذ عام 2011.
- ضعف التعليم: يواجه الأشخاص الذين يعيشون في الفقر صعوبة في الحصول على التعليم الأساسي، وقلة التعليم والمهارات قد تمنعهم من دخول سوق العمل أو الحصول على وظائف ذات رواتب جيدة.
- العجز عن التعبير عن الرأي أو اتخاذ القرارات: الأشخاص الذين يعانون من الفقر ولا يملكون دعمًا اجتماعيًا غالبًا ما يفقدون قدرتهم على التعبير عن آرائهم أو الدفاع عن أنفسهم، مما يعرضهم للمعاملة السيئة.
- تغير المناخ: يؤدي تأثير تغير المناخ إلى تدمير المجتمعات التي تعتمد على الزراعة، مما يزيد من احتمالات سقوط ملايين الأشخاص في دائرة الفقر، ويقدر الخبراء أن تغير المناخ قد يدفع ما بين 68 إلى 135 مليون شخص نحو الفقر بحلول عام 2030.
- ضعف أنظمة الرعاية الصحية: الأشخاص الذين لا يحصلون على خدمات الرعاية الصحية الجيدة يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها، وهذه الأمراض قد تؤدي إلى فقدان القدرة على العمل وبالتالي التسبب في تفاقم الفقر.
- نقص الدعم الحكومي: إن الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية غير الفعالة التي تفتقر إلى الدعم الكافي للمحتاجين تجعل العديد من الأشخاص يواجهون أعباء الفقر بمفردهم.
- قليل أو عدم الوصول إلى مياه الشرب النظيفة، والصرف الصحي، وخدمات النظافة: يشكل نقص الوصول إلى هذه الخدمات مشكلة كبيرة بالنسبة لأكثر من ملياري شخص حول العالم، مما يعمق من مشكلة الفقر ويؤدي إلى انتشار الأمراض.
بعض الحقائق العالمية عن الفقر

- 40% من سكان العالم يعيشون تحت خط الفقر، وهو ما يعادل نحو 3.5 مليار شخص.
- 700 مليون شخص، أي 8.5% من سكان العالم، يعيشون تحت خط الفقر المدقع، الذي يقدر بأقل من 2.15 دولار أمريكي في اليوم.
- وفقًا للتوقعات، إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فإن 590 مليون شخص، أي ما يقارب 7% من سكان العالم، قد يظلون يعيشون في فقر مدقع بحلول عام 2030.
- يعيش حوالي 75% من الأشخاص الذين يواجهون الفقر المدقع في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، التي تأثرت بشكل كبير من النزاعات.
شاهد أيضاً:
أفقر دول العالم من حيث الناتج المحلي
ماهي أفقر دولة في العالم؟
تعرف على أفقر مدينة في العالم