التلوث البيئي أصبح أزمة عالمية متزايدة تهدد الحياة على كوكب الأرض، مما يساهم في تدهور صحة الإنسان والنظم البيئية، ويُعتبر تلوث الهواء والماء والتربة من أكبر التهديدات الصحية في العديد من البلدان حول العالم، وفي بعض الدول، يصل التلوث إلى مستويات خطيرة، حيث تتجاوز تأثيرات التلوث حدود التأثير البيئي لتؤثر بشكل مباشر على حياة السكان، وتساهم العوامل البشرية بشكل رئيسي في زيادة مستويات التلوث في العديد من الدول، بما في ذلك النمو السكاني السريع، التصنيع غير المنظم، والاستهلاك غير المستدام للموارد الطبيعية.
وتعتبر بعض الدول من بين الأكثر تلوثًا على مستوى العالم، ليس فقط بسبب عجزها عن تطبيق قوانين صارمة لحماية البيئة، ولكن أيضًا بسبب الاعتماد الكبير على الوقود الأحفوري، والزراعة غير المستدامة، والممارسات الصناعية الملوثة، ويعيش ملايين الأشخاص في هذه البلدان في بيئة ملوثة بشكل دائم، مما يؤدي إلى آثار صحية وخيمة، تتراوح بين مشاكل التنفس وأمراض القلب إلى السرطان والوفاة المبكرة.
أسباب ارتفاع مستويات التلوث في هذه الدول:
ترتبط زيادة مستويات التلوث في هذه الدول بالعديد من العوامل مثل:
- الأنشطة الصناعية: مثل مصانع الأسمنت، الطاقة، والصناعات الكيميائية، التي تصدر كميات ضخمة من الغازات السامة.
- التوسع الحضري السريع: مما يزيد من انبعاثات المركبات والمصادر الأخرى للتلوث.
- الزراعة غير المستدامة: الاستخدام المكثف للأسمدة والمبيدات في الزراعة يزيد من التلوث البيئي.
- ممارسات الطهي غير الصحية: استخدام الوقود الصلب في الطهي ينتج عنه تلوث هواء داخلي شديد.
شاهد أيضاً: تعرف على الدول الأكثر تلوثا في العالم
انعكاسات التلوث على صحة السكان:
تؤدي مستويات التلوث العالية إلى مشكلات صحية خطيرة، بما في ذلك:
- أمراض الجهاز التنفسي: مثل الربو والالتهاب الرئوي، والسرطان المرتبط بالتعرض الطويل للمركبات السامة في الهواء.
- أمراض القلب والأوعية الدموية: تشير الدراسات إلى أن التلوث يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
- التسمم: التلوث بالمعادن الثقيلة مثل الرصاص يمكن أن يتسبب في التسمم، مما يؤدي إلى مشاكل صحية دائمة، بما في ذلك تأخر النمو العقلي للأطفال.
- الأمراض المائية: تلوث المياه يسبب انتشار الأمراض المعوية والملاريا وأمراض أخرى تنتقل عبر المياه الملوثة.
إضافة إلى ذلك، يؤدي التلوث إلى تدهور التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية في هذه البلدان، مما يضر بالزراعة والأنظمة البيئية، ويؤدي إلى تأثيرات سلبية على الاقتصاد المحلي.
أكثر 5 دول تلوثًا في العالم بحلول عام 2024:
1- بنجلاديش: معدل التلوث في بنجلاديش هو الأعلى عالميًا، إذ تعاني البلاد من مستويات خطيرة من تلوث الهواء والمياه، ووفقًا لتقارير البنك الدولي، يموت حوالي 272,000 شخص سنويًا بسبب التلوث في بنجلاديش، وتستخدم غالبية الأسر في المناطق الريفية الوقود الصلب في الطهي، مما يساهم في تلوث الهواء الداخلي، وإضافة إلى ذلك فإن الصناعات الكبيرة مثل مصانع النسيج والصناعات الكيميائية تساهم في تلوث المياه والهواء بشكل كبير، وفي عام 2024، تقدر مستويات PM2.5 في الهواء بـ 76 ميكروغرام/متر مكعب، مما يتجاوز الحد الآمن بكثير.
2- باكستان: باكستان هي ثاني أكثر الدول تلوثًا، حيث تعاني من تلوث الهواء بشكل خاص بسبب الأنشطة الصناعية وارتفاع عدد المركبات على الطرق، والعديد من المدن الكبرى في باكستان، مثل لاهور وكراتشي، تعاني من تلوث هواء غير قابل للتحمل في بعض الأحيان، ويُقدر معدل PM2.5 في باكستان بحوالي 70 ميكروغرام/متر مكعب في عام 2024، وهو ما يعتبر فوق المعدلات العالمية الموصى بها.
3- الهند: تحتل الهند المرتبة الثالثة بين أكثر الدول تلوثًا في العالم، حيث يعاني ملايين المواطنين من تلوث الهواء الحاد، لا سيما في المدن الكبرى مثل نيودلهي، وتساهم انبعاثات المركبات، والممارسات الزراعية مثل حرق المحاصيل، وإنتاج الكهرباء من الفحم في تلوث الهواء والماء، ويبلغ مستوى PM2.5 في الهند 65 ميكروغرام/متر مكعب في 2024.
4- طاجيكستان: تجعل الأنشطة الصناعية في طاجيكستان، إلى جانب سوء إدارة النفايات، من هذا البلد واحدًا من أكثر الدول تلوثًا، وتعتمد العديد من الصناعات على الفحم وتنتج ملوثات مؤذية، مثل ثاني أكسيد الكبريت والنيتروجين، وفي 2024، يبلغ معدل PM2.5 في طاجيكستان حوالي 60 ميكروغرام/متر مكعب، مما يعرض السكان لمخاطر صحية كبيرة.
5- بوركينا فاسو: يُعد تلوث الهواء والماء من أبرز القضايا البيئية في بوركينا فاسو، ويستخدم الكثير من السكان الوقود الصلب للطهي، مما يؤدي إلى تلوث هواء داخلي شديد، وكما أن الزراعة المفرطة واستخدام الأسمدة والمبيدات يساهم في تلوث المياه، وفي 2024، يُقدر معدل PM2.5 في بوركينا فاسو بحوالي 58 ميكروغرام/متر مكعب، مما يشير إلى خطر صحي مستمر.
شاهد أيضاً:
تجارب رائدة في الطاقة المتجددة: إنجازات عالمية في تحقيق الاستدامة الاقتصادية والبيئية
