لا تقتصر مأساة الحرب الأهلية السورية على الدمار العمراني وخسائر الأرواح؛ فهناك وجهٌ آخر يتمثّل في نهب موارد الدولة وتحويلها إلى ثروات خاصة، تشير أدق التقديرات الرسمية إلى أنّ ثروة بشار الأسد وزوجته أسماء تتراوح بين مليار وملياري دولار، فيما تقدّر تقديرات أخرى أقل موثوقية الشبكة المالية للعائلة بما يصل إلى 122 مليار دولار بين سيولةٍ نقدية وذهبٍ وأصولٍ عقارية في دبي ولندن وموسكو.
وبينما يعيش أكثر من ثلثي السوريين تحت خط الفقر، تُظهر الوقائع أنّ جزءًا كبيرًا من أموال البلاد قد هُرّب إلى الخارج عبر طرقٍ ملتوية شملت العقود الحكومية والتهريب وتجارة المخدرات.
وبعد فراره المفاجئ إلى موسكو في أواخر 2024، تكشّف حجم الأصول التي خبّأها الأسد وأفراد أسرته في حسابات سرّية وشقق فاخرة، معزّزًا بذلك صورته كـ «رجلٍ بسيط» أمام الداخل السوري، ومع انهيار الناتج المحلي الإجمالي إلى نحو 9 مليارات دولار وافتقار المصرف المركزي للعملات الأجنبية، تتعالى الأصوات المطالِبة بتجميد هذه الثروات وإعادتها لدعم الاقتصاد المنهك.
أبرز محاور ثروة الأسد وكيفية تكوينها:

- شبكات الأصول الدولية
عقارات فاخرة في لندن ودبي وموسكو (18 شقة على الأقل في العاصمة الروسية)، وحسابات مصرفية مجمّدة أبرزها 55 مليون جنيه إسترليني بفروع HSBC في المملكة المتحدة. - استغلال العقود الحكومية
توجيه مناقصات الطاقة والبنى التحتية إلى شركات واجهة يسيطر عليها مقربون من النظام، مع سعي الأسد في السنوات الأخيرة إلى احتكار أرباح الحلفاء لصالحه. - تهريب المخدرات والسلاح
تحوُّل مادة الكبتاغون إلى أكبر قطاعٍ قيمةً في الاقتصاد السوري، بتنسيق من الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد، وشحناتٍ قيل إنها عبرت الحدود إلى الخليج وأوروبا.
- غسيل الأموال عبر الرحلات النقدية
كشفت Financial Times عن شحن المصرف المركزي السوري 250 مليون دولار نقدًا إلى مطار فنوكوفو بموسكو بين 2018 و 2019، هربًا من العقوبات الغربية. - الخلاف مع رامي مخلوف
إقصاء ابن خاله وأغنى رجال الأعمال السوريين سابقًا في 2020، والاستحواذ على إمبراطوريته المالية لتجميع مزيد من السيولة تحت قبضة القصر. - ذهب خارج النظام المالي
تقديرات بامتلاك العائلة ≈ 200 طن ذهب موزّعة بين لبنان والإمارات وربما روسيا، كأصول سهلة النقل والتسييل.
شاهد أيضاً:
ميساء صابرين أول امرأة تتولى تسيير أعمال البنك المركزي السوري
أوروبا تدعم عودة اللاجئين السوريين بمساعدة مالية تصل إلى 1000 يورو
موجة غلاء تجتاح الأسواق السورية بعد إغلاق معبر المصنع الحدودي