الأحد, سبتمبر 28, 2025

تعرف على أفقر مدينة في العالم

على مر التاريخ، كانت الأرياف تُعتبر مكانًا رئيسيًا لانتشار الفقر، رغم الصورة النمطية عن المدن المزدحمة، ومع تحول العالم نحو التحضر، بدأ الفقر ينتقل إلى المدن أيضًا، في العقد الماضي، ارتفعت نسبة الفقر في العالم النامي الذي يؤثر على المدن بدلاً من المناطق الريفية من 17% إلى 28%، في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا، يشكل الفقر الحضري ما يقرب من ربع إجمالي الفقر، وفي شرق آسيا تصل النسبة إلى النصف.

ومع ذلك، فإن نمذجة الفقر تُعد مهمة معقدة، وترتيب المعاناة ليس بالأمر السهل أو المبهج، لكن هناك شيء مؤكد: نظرًا لنجاح الصين في إخراج جزء كبير من سكانها من الفقر، ومع كون كوريا الشمالية تعاني من حالة إحصائية مظلمة، فإن منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا تحتوي على أكثر الأمثلة تطرفًا للفقر الحضري.

القوى العالمية وتأثيرها:

توجد قوى فوق وطنية تأخذ اهتمامًا كبيرًا في قضايا الفقر، منها الأمم المتحدة، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، يستخدم البنك الدولي وصندوق النقد الدولي مجموعة من المعايير الإحصائية لقياس الفقر، مثل الناتج المحلي الإجمالي عند تعادل القوة الشرائية للفرد (PPP)، ونماذج معقدة لعدم المساواة في الدخل، وعدد الأشخاص الذين يعيشون بأقل من 1.25 دولار في اليوم، وعلى الرغم من أنهم لا يفصلون هذه الأرقام على مستوى المدن، فإن الإحصائيات توضح الظروف اليائسة للعديد من البلدان في جنوب الصحراء الكبرى. وفقًا لصندوق النقد الدولي، كانت أفقر الدول في عام 2013 هي إريتريا، وليبيريا، وبوروندي، وزيمبابوي، وتحتل جمهورية الكونغو الديمقراطية المركز الأخير.

أفقر مدينة في العالم

مؤشر ازدهار المدن:

في عام 2012، قررت الأمم المتحدة التعامل مع إحصائيات الفقر على مستوى المدن من خلال إطلاق “مؤشر ازدهار المدن”، والذي يتضمن مفهوم “عجلة الازدهار”، يستخدم هذا المؤشر نموذجًا أكثر تعقيدًا للفقر، يأخذ في الاعتبار الإنتاجية، وجودة الحياة، وتطوير البنية التحتية، والاستدامة البيئية، بالإضافة إلى العدالة والشمول الاجتماعي، يحصل كل مدينة على درجة تتراوح بين صفر وواحد، تأمل الأمم المتحدة أن يوفر هذا المؤشر صورة أكثر شمولاً عن الفقر في هذه المدن، مما يساعد في وضع استراتيجيات تنموية فعالة.

حالة المدن الأفريقية:

تتمتع بعض المدن مثل أديس أبابا ودكار بتطورات إيجابية، حيث تستثمر في البنية التحتية والصناعات، رغم التحديات الناتجة عن عدم الاستقرار في جيرانهما، ومع ذلك، فإن مدينة هاراري في زيمبابوي تعاني من تدهور حاد، حيث كان يُنظر إليها في السابق كمحرك اقتصادي رئيسي، لكنها الآن تتداعى ويعيش المزيد من السكان في أحياء فقيرة.

تواجه مدينة دار السلام في تنزانيا تحديات مشابهة، حيث يعيش 70% من سكان المدينة في مستوطنات غير رسمية، وفي زامبيا، حيث تعاني العاصمة لوساكا من ضعف الخدمات الصحية وارتفاع مستويات فيروس نقص المناعة البشرية، يعيش السكان في ظروف قاسية.

مونروفيا: أفقر مدينة في العالم

تحتل مونروفيا، عاصمة ليبيريا، المركز الأخير في قائمة أفقر المدن في العالم، تأسست ليبيريا في أوائل القرن التاسع عشر من قبل الأمريكيين الأفارقة الأحرار، وقد سُمّيت العاصمة على اسم الرئيس الأمريكي جيمس مونرو، ومع ذلك، فقد دمرت مونروفيا بسبب الحرب الأهلية والنزاعات في التسعينيات، حيث لا تزال إمدادات المياه النظيفة والكهرباء غير موثوقة.

يعاني ثلث السكان، الذين يتجاوز عددهم المليون، من عدم القدرة على الوصول إلى مرحاض يعمل. في الأحياء الفقيرة، يستخدم الكثيرون مراحيض تنهار خلال موسم الأمطار أو يعتمدون على الشاطئ، وفي العام الماضي، تفشت الإيبولا في المدينة، مما زاد من معاناة السكان.

ثروات غير مستغلة:

ما يثير الإحباط هو أن ليبيريا غنية بمناجم الذهب والألماس، ولكن الأرباح الناتجة عن هذه الثروات نادرًا ما تصل إلى الخزينة العامة. هذه الحالة تمثل جيوبًا من البؤس في قارة شاسعة، حيث توجد أيضًا قصص عن الثروات الجديدة والطبقات الوسطى الناشئة، تستمر المدن في النمو بمعدل لا يضاهى في أي مكان آخر، مما يجعل معالجة الفقر الحضري أمرًا أكثر أهمية من أي وقت مضى.

شاهد أيضاً:  بالفيديو شاهد إعصار ميلتون لحظة وصوله ولاية فلوريد ا إعصار ميلتون يشتد إلى الفئة الخامسة وفلوريدا تستعد للإخلاء الإلزامي أسعار النفط ترتفع بفعل مخاوف إقليمية وإعصار ميلتون في فلوريدا