الأحد, سبتمبر 28, 2025

ترامب يتوعد دول البريكس بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% للدفاع عن هيمنة الدولار

شهد العالم مؤخرًا تصاعدًا جديدًا في الخطاب الاقتصادي الأمريكي مع تصريحات الرئيس المنتخب دونالد ترامب، التي هدد فيها دول مجموعة البريكس بفرض رسوم جمركية صارمة تصل إلى 100% على منتجاتها، جاء ذلك ردًا على تحركات المجموعة لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي كعملة رئيسية في تعاملاتها التجارية.

تتألف مجموعة البريكس من خمس دول رئيسية: البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب إفريقيا، وتمثل ما يقرب من 40% من سكان العالم وربع الاقتصاد العالمي، وعلى مدار السنوات الأخيرة، تعمل المجموعة على تخفيف الاعتماد على الدولار من خلال استخدام العملات المحلية في التبادل التجاري ودراسة إمكانية إنشاء عملة مشتركة.

تهدف هذه الجهود إلى تقليل الهيمنة المالية الأمريكية، والتي طالما شكلت عائقًا أمام تحقيق الاستقلالية الاقتصادية للدول النامية والاقتصادات الصاعدة، في هذا السياق، تأتي تهديدات ترامب لتعكس مخاوف الولايات المتحدة من فقدان الدولار دوره المهيمن عالميًا.

شاهد أيضاً: الاحتياطي الفيدرالي يخفض الفائدة للمرة الثانية في 2024: توازن جديد بين دعم سوق العمل والسيطرة على التضخم بعد فوز ترامب

ترامب يهدد دول البريكس برسوم جمركية 100% لحماية الدولار

ترامب لم يكتفِ بتهديد البريكس فقط؛ فقد وجه تهديدات مماثلة للمكسيك وكندا، متوعدًا بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% إذا لم يتم اتخاذ خطوات للحد من الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات عبر الحدود.

التداعيات الاقتصادية المحتملة

السياسات التي يلوّح بها ترامب قد تترك أثرًا واسع النطاق على الاقتصاد العالمي، ومن أبرز هذه التداعيات:

  1. تزايد التوترات التجارية

قد تؤدي الرسوم الجمركية المقترحة إلى اندلاع حرب تجارية بين الولايات المتحدة ودول البريكس، وهو ما يمكن أن يؤثر سلبًا على التدفقات التجارية ويزيد من تقلبات الأسواق المالية.

  1. ضغط على النظام المالي العالمي

في حال مضت دول البريكس بخططها لإنشاء عملة بديلة، قد يتعرض النظام المالي العالمي لاضطرابات، خاصة إذا اتسع نطاق التحالف ليشمل دولًا أخرى ترغب في الابتعاد عن الدولار.

  1. انكماش الأسواق الأمريكية

فرض رسوم جمركية عالية سيؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات المستوردة، مما يؤثر سلبًا على المستهلك الأمريكي ويضعف القوة الشرائية في السوق المحلية.

  1. تعزيز الانقسام الدولي

تصعيد التوترات بين القوى الاقتصادية الكبرى قد يعزز الانقسام في النظام الاقتصادي العالمي، مما يؤدي إلى تشكيل تكتلات اقتصادية متنافسة.

قراءة استراتيجية لتهديدات ترامب

تأتي هذه التهديدات ضمن حملة ترامب لحماية المصالح الاقتصادية الأمريكية واستعراض القوة قبل توليه المنصب رسميًا في يناير المقبل، وبالنظر إلى طبيعة سياساته الاقتصادية، يبدو أن ترامب يفضل تبني نهج المواجهة والضغط على الخصوم الدوليين لتعزيز مكانة الولايات المتحدة عالميًا.

يرى مراقبون أن تهديداته تهدف إلى إرسال رسالة واضحة بأن واشنطن لن تتهاون مع أي محاولات لتقويض دور الدولار، ومع ذلك، يثير هذا النهج مخاوف بشأن تأثيراته على الاستقرار الاقتصادي العالمي والعلاقات الدولية.

ستكون الأشهر المقبلة حاسمة في تحديد مستقبل هذه التوترات، وما إذا كانت ستؤدي إلى تغييرات جذرية في النظام المالي العالمي أو إلى تصعيد جديد في الحروب التجارية، في كلتا الحالتين، يبقى الاقتصاد العالمي على مفترق طرق.

شاهد أيضاً:

  5 أسباب تمنع تحقيق السعادة .. تعرف عليهم

10 استراتيجيات فعّالة لاختيار المواهب المثالية لشركتك

أسعد الولايات الأمريكية: اكتشف وجهات الفرح والسرور