تعد التجارة العالمية إحدى الأدوات الفعالة لتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، وهو ما أشار إليه صندوق النقد الدولي (IMF) في تقاريره، إذ تُعتبر السياسات التي تسهم في انفتاح الاقتصاد على التجارة والاستثمار مع العالم الخارجي ضرورية لتحقيق نمو اقتصادي مستدام، ويظهر ذلك جليًا من خلال تجارب الدول التي حققت تحسنًا في مستويات المعيشة لشعوبها بفضل الانفتاح التجاري، فعلى مدار العقود، شهدت قيمة التجارة العالمية نموًا ملحوظًا، إذ زادت بنسبة 400% منذ إقرار الاتفاق العالمي بشأن التعريفات الجمركية والتجارة في عام 1947.
آثار جائحة COVID-19 على التجارة العالمية
مع بداية جائحة COVID-19، واجهت التجارة العالمية تحديات كبيرة، حيث أثرت التداعيات الاقتصادية الناتجة عن الجائحة على حركة التجارة بشكل ملحوظ، وقد أشار ملخص منتدى الاقتصاد العالمي لقمة النمو لعام 2023 إلى وجود فجوة متزايدة بين آفاق الاقتصادات المتقدمة والاقتصادات النامية، مما أدى إلى اعتماد تلك الأخيرة بشكل أكبر على النمو المدعوم بالعولمة، تعكس هذه الفجوة ضرورة إعادة التفكير في آليات تعزيز التجارة والنمو الاقتصادي في عالم متزايد التجزئة.
قمة النمو 2023: التوجه نحو النمو الشامل
عُقدت قمة النمو في جنيف في 2-3 مايو 2023، حيث تناولت سبل تعزيز النمو الاقتصادي ليكون شاملًا ومستدامًا للجميع، ناقشت القمة كيف يمكن تعزيز التجارة الإقليمية كاستجابة للتحديات الحالية، مما يبرز أهمية الكتل التجارية كوسيلة لتحقيق التكامل الاقتصادي في زمن الأزمات.
أكبر الكتل التجارية في العالم:
- الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية (RCEP):
بدأت RCEP في يناير 2022، وتضم 15 دولة بما في ذلك الصين وأستراليا واليابان وماليزيا، تمثل الشراكة نحو 30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وتغطي حوالي 30% من سكان العالم، يُتوقع أن تمثل 35% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2030، مما يجعلها واحدة من أهم الاتفاقيات التجارية في العالم.
- الاتفاقية الأمريكية-المكسيكية-الكندية (USMCA)
تُعتبر USMCA خلفًا لاتفاقية NAFTA، وتهدف إلى تحديث الترتيبات التجارية بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، تمثل هذه الدول حوالي 17% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتسعى الاتفاقية إلى تحسين التجارة الرقمية وتعزيز المعايير التنظيمية.
- الاتفاقية الشاملة والتقدمية للشراكة عبر المحيط الهادئ (CPTPP)
تأسست CPTPP في عام 2018 وضمّت 11 دولة، بما في ذلك اليابان وماليزيا، تسعى الاتفاقية لتعزيز التجارة الحرة بين الدول الأعضاء، وتمثل نحو 15% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
- الاتحاد الأوروبي:
يمثل الاتحاد الأوروبي واحدًا من أكبر الكتل التجارية في العالم، حيث يضم 27 دولة، يُعد الاتحاد الأوروبي ثالث أكبر اقتصاد عالمي، حيث يمثل حوالي 14% من التجارة العالمية، يُعتبر السوق الموحد أحد أبرز إنجازات الاتحاد.
- منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA):
تم إطلاق AfCFTA في عام 2020 لتسهيل التجارة بين 55 دولة في أفريقيا، تهدف الاتفاقية إلى زيادة التجارة داخل القارة بنسبة 52.3% من خلال إزالة الرسوم الجمركية، مع توقعات بأن توسع المنطقة الاقتصاد الأفريقي إلى 29 تريليون دولار بحلول عام 2050.
- السوق المشتركة الجنوبية (Mercosur)
تأسست Mercosur في عام 1991 وتضم الأرجنتين والبرازيل وباراغواي وأوروغواي، يمثل الناتج المحلي الإجمالي المشترك لدول Mercosur حوالي 2.2 تريليون دولار، مما يجعلها خامس أكبر اقتصاد في العالم.
شاهد أيضاً:
6 جوانب تحتاج إلى تطويرها لتعيش حياة سعيدة