تعتبر العطل في الولايات المتحدة الأمريكية هي واحدة من الجوانب الأكثر انتظارًا وأهمية للأفراد، وتشتمل هذه العطل على مجموعة متنوعة من المناسبات والأحداث التي تجعل الناس يتطلعون إلى أوقات استراحة واحتفال، ويمكن تصنيف العطل في الولايات المتحدة إلى عدة فئات رئيسية، بما في ذلك العطل الوطنية، والعطل الدينية، والمناسبات الرسمية.
أهم 5 عطلات رسمية في الولايات المتحدة
يوم الذكرى (Memorial Day)
يوم الذكرى هو عطلة رسمية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يُحتفل به في آخر يوم اثنين من شهر مايو من كل عام، وتقام هذه العطلة لتكريم الرجال والنساء الذين فقدوا حياتهم أثناء خدمتهم في الجيش الأمريكي، وكان يُعرف بيوم الوسام في السابق ويعود إلى السنوات التي أعقبت الحرب الأهلية في الولايات المتحدة، حتى أصبح يوم الذكرى عطلة رسمية في العام 1971.
ويحتفل الأمريكيون بيوم الذكرى من خلال زيارة النصب التذكارية ومقابر الجنود، ويتميز اليوم بالرموز الوطنية والتقاليد المميزة، ويُعتبر هذا اليوم توجيهًا للشكر والامتنان لتلك الأرواح الشجاعة التي ضحت من أجل حرية وأمن البلاد.
الجمعة العظيمة (Good Friday)
تستذكر العائلات المسيحية في الولايات المتحدة والعالم في ربيع كل عام ما يعرف بـ “الجمعة العظيمة”، والذي يأتي قبل يومين من عيد الفصح، والذي يحتفى فيه بقيام المسيح من الموت، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن “الجمعة العظيمة” هو اليوم الذي يستذكر فيه صلب المسيح، أو النبي عيسى عليه السلام.
ووفقًا للمعتقد المسيحي، اعتقل المسيح وحكم عليه بأنه ابن الله، وأدين بالإعدام بصلبه على الصليب. تعرض المسيح للضرب وأُجبر على حمل صليب خشبي إلى موقع صلبه، حيث تم تثبيت جسده عليه بواسطة مسامير، وترك ليلقى حتفه. ووفقًا للإنجيل، أُزيل المسيح من الصليب ودُفن.
يعتقد المسيحيون أن موت المسيح على الصليب كان من أجل تخليص البشرية من خطاياها واستعادة علاقتها بالله، ويُشار إلى هذا المعتقد بـ “الكفارة”، وهو مفهوم مركزي في العقيدة المسيحية.
تُعتبر “الجمعة العظيمة” يومًا حزينًا للمسيحيين، وفيهم يُقامون قداديس خاصة في الكنائس، ويُعتبر هذا اليوم جزءًا من الأسبوع المقدس لدى المسيحيين، الذي يضم أيضًا “أحد الشعانين” و”خميس العهد” أو “خميس الأسرار”.
وتحدد توقيت “الجمعة العظيمة” وفقًا لموعد عيد الفصح اليهودي (Passover)، حيث يأتي أحد الفصح بعده بيومين، ويعبر المسيحيون في هذا اليوم عن امتنانهم وتأملهم في قدرة المسيح على الفداء والخلاص، مما يجعله أحد الأيام الهامة في التقويم المسيحي.

شاهد أيضاً: أكبر 10 بنوك في الولايات المتحدة
يوم الرؤساء (Presidents’ Day)
يحتفل الأمريكيون في الاثنين الثالث من شهر شباط/فبراير في كل عام، بـ “يوم الرؤساء” (Presidents’ Day)، وذلك لتكريم جميع رؤساء الولايات المتحدة، يعود تاريخ هذا الاحتفال يعود إلى عام 1885، حيث تم تخليدًا لذكرى الرئيس الأمريكي الأول، جورج واشنطن، الذي وُلد في 22 شباط/فبراير 1732، واليوم الأمريكيون يُحتفل بهذه العطلة في الاثنين الثالث من شهر فبراير من كل عام لتكريم جميع الرؤساء.
شهد تاريخ هذا الاحتفال تطورًا، حيث كان في البداية يُسمى “عيد ميلاد واشنطن”، ولكن مع مرور الزمن وتطور الاحتفالات بات يُطلق عليه “يوم الرؤساء”، ويُحتفل به كعطلة فيدرالية، ويتذكر الأمريكيون في هذا اليوم مسيرة وإنجازات جورج واشنطن ودوره الريادي في تأسيس الولايات المتحدة وتوحيد الجمهورية الفتية آنذاك.
رغم أن جورج واشنطن وإبراهام لينكون لا يزالان الرؤساء الأكثر شهرة بين الرؤساء الأمريكيين، إلا أن “يوم الرؤساء” يُعتبر اليوم الذي يتم فيه الاعتراف بحياة وإنجازات جميع الرؤساء، كما يُعتبر هذا اليوم وقتًا للاحتفال الوطني والتذكر، حيث تُقام الاحتفالات وتُعاد تمثيل الأحداث التاريخية.
ومع تطور الاحتفالات والتغييرات في العطلات الوطنية، أصبح “يوم الرؤساء” أيضًا وقتًا للاستفادة من العروض والتخفيضات التي تقدمها الشركات والمتاجر في هذا اليوم، بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الآثار التي تُخلد ذكرى الرؤساء، مثل نصب جورج واشنطن، الذي يُعتبر واحدًا من أكثر النصب التذكارية شهرة في العالم، ويجسد هذا النصب جورج واشنطن بشكل عمودي، ويعتبر رمزًا للاستقرار والقوة، ويحتفل الأمريكان أيضًا بنصب جبل رشمور في ولاية ساوث داكوتا، الذي يكرم أربعة رؤساء أمريكيين لأدوارهم في تاريخ البلاد.
بالإضافة إلى تكريم الرؤساء السابقين، يُعد “يوم الرؤساء” تذكير الأمريكيين بتاريخهم وتراثهم، ويمنحهم الفرصة للتفكير في دور الرؤساء في بناء وتطوير البلاد على مر العقود.
يوم مارتن لوثر كينغ جونيور
تحتفل الولايات المتحدة في 21 يناير من كل عام احتفاء بأيقونة الحقوق المدنية، مارتن لوثر كينغ جونيور، الذي قاد حركة تغيير في تاريخ البلاد بما يتعلق بحقوق الأميركيين من أصول أفريقية، وُلد مارتن لوثر كينغ جونيور في الخامس عشر من يناير 1929، في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، وكانت هذه الفترة مليئة بأبشع مظاهر العنصرية والتمييز.
مارتن لوثر كان ناشطًا حقوقيًا وقسيسًا، وحصل على درجة الدكتوراة في علم اللاهوت، وأسهم بشكل كبير في تنظيم أول احتجاج لحركة الحقوق المدنية للأمريكيين من أصول إفريقية، وهو “مقاطعة لحافلات النقل في مدينة مونتغمري”.
أصبح مارتن لوثر كينغ جونيور معروفًا بجملته الشهيرة في أغسطس 1963، خلال مشاركته في مسيرة “لدي حلم”، التي جمعت نحو ربع مليون شخص أمام نصب الرئيس الأميركي أبراهام لينكولن التذكاري، وفي هذا الخطاب التاريخي، أبدع مارتن لوثر عبارة “لدي حلم”، وهو حلم بمستقبل أفضل للأميركيين من جميع الأعراق.
رغم التحديات والمضايقات التي واجهها، اعتمد مارتن لوثر كينغ جونيور “الكفاح اللاعنفي” كوسيلة لتحقيق التغيير، وتم اغتيال لوثر في الرابع من أبريل 1968، في ممفيس بولاية تينيسي، وتوفي عن عمر يناهز التاسعة والثلاثين عامًا، لكن إرثه لا يزال حيًا وملهمًا للعديد من الناس.
أصبح مارتن لوثر كينغ جونيور رمزًا للحقوق المدنية والكفاح من أجل المساواة في العصور الحديثة، وتظل رسالته وجهوده جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الحركة الحقوقية في الولايات المتحدة.
رأس السنة الميلادية
يحتفل الأميركيون بقدوم العام الجديد عشية رأس السنة الميلادية بأساليب متنوعة وتقاليد مميزة، حيث يتجمع الملايين من الأشخاص في ساحة تايمز سكوير في نيويورك لمشاهدة إنزال كرة تايمز سكوير حين تبدأ بالهبوط قبل دقيقة واحدة من منتصف الليل، وبدء العد التنازلي للثواني الأخيرة قبيل إطلالة العام الجديد، وتجري هذه الفعالية وسط تجمع يقدر بالملايين ويتابعها العديد من الأشخاص حول العالم، ويعتبر نشيد الوداع “أولد لانغ ساين” من أساسيات الإحتفال برأس السنة الميلادية في الولايات المتحدة الأمريكية يُغنى كشكل من التعبير عن روح الصداقة والوفاء ويُترديد في نهاية العام القديم وبداية العام الجديد، تقليد آخر يتضمن تبادل القبلة في منتصف الليل عند انطلاق العام الجديد، ويعتبر أن أول شخص تقبله في هذا الوقت يعكس مجريات العام الجديد، وفي بعض الولايات الجنوبية، يعد تقليد تناول حساء اللوبيا في عيد رأس السنة هو عمل يجلب للأفراد الحظ السعيد والثروة، حيث يوضع داخل الحساء عملة معدنية جديدة والشخص الذي يجدها يعتبر أكثر حظًا.
شاهد أيضاً