في تطور مفاجئ توقفت خدمات تطبيق “تيك توك” في الولايات المتحدة اعتباراً من يوم الأحد، بعد صدور قرار من المحكمة العليا الأميركية يدعم قانوناً يحظر الشبكات الاجتماعية التي تديرها جهات تُعتبر “خصوماً أجانب”، وجاء هذا القرار بعد سنوات من النقاشات الأمنية والقانونية المكثفة التي أثيرت حول التطبيق المملوك لشركة “بايت دانس” الصينية.
وتعزى المخاوف الأميركية إلى إمكانية استخدام بيانات ملايين المواطنين الأميركيين لأغراض قد تشكل تهديداً للأمن القومي، بالإضافة إلى مخاوف من تلاعب الحكومة الصينية بالمحتوى الذي يراه المستخدمون عبر خوارزميات التطبيق، ونتيجة لهذا القرار، سيجد المستخدمون الأميركيون رسالة تظهر عند محاولة الدخول إلى التطبيق تفيد بتوقف الخدمة مؤقتاً، مع وعد من “تيك توك” بالعمل على استعادة الخدمة في أسرع وقت. https://www.youtube.com/watch?v=jbLzpCQyLqM&t=4s
والقانون الجديد المعروف بـ”قانون حماية الأميركيين من التطبيقات التي يسيطر عليها الخصوم الأجانب”، حصل على دعم واسع من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس، ويهدف إلى فصل “تيك توك” عن شركته الأم أو بيعه إلى جهة أميركية إذا أراد البقاء في السوق الأميركي، ولكن الشركة الصينية رفضت حتى الآن خيار البيع، مما زاد من تعقيد الأزمة.
وفي الوقت الذي يعبر فيه المستخدمون عن غضبهم من الحظر، تتزايد التكهنات حول تأثير هذا القرار على شعبية التطبيق عالمياً، خاصة وأن السوق الأميركي يُعد واحداً من أكبر مصادر عائدات “تيك توك”، سواء من الإعلانات أو خاصية التسوق عبر التطبيق. وأما على الصعيد السياسي، فتشير بعض التحليلات إلى أن القرار قد لا يقتصر على الجانب الأمني فقط، إذ يربط البعض بين حيادية “تيك توك” في تغطية الصراعات العالمية وبين الضغوط التي تعرضت لها الإدارة الأميركية من جماعات ضغط وشركات منافسة تسعى للاستحواذ على الحصة السوقية التي يحتلها التطبيق.
ومع هذه التطورات، يبدو أن مستقبل “تيك توك” في الولايات المتحدة لا يزال غامضاً، وبينما تسعى الشركة جاهدة للتفاوض، تزداد التحديات مع احتمالية تأثير الحظر على شعبية التطبيق حول العالم، ما قد يعيد تشكيل مستقبل هذا العملاق الرقمي.
شاهد أيضاً:
ألبانيا تحظر تيك توك لمدة عام بعد حادثة طعن
