أعلنت حكومة جامايكا رسميًا الجزيرة “منطقة كوارث” بعد الدمار الواسع الذي خلّفه إعصار ميليسا، أحد أقوى الأعاصير في تاريخ الكاريبي الحديث. وذكرت السلطات أن أكثر من نصف سكان البلاد يعيشون حالياً دون كهرباء أو مياه صالحة للشرب، في حين تعمل فرق الإنقاذ على مدار الساعة لانتشال العالقين في المناطق المنكوبة.
ووفقاً لتقارير من مركز الأعاصير الوطني الأمريكي، بلغت سرعة الرياح أثناء عبور الإعصار اليابسة نحو 185 ميلاً في الساعة (295 كيلومتراً في الساعة)، ما أدى إلى اقتلاع آلاف الأشجار، وانهيار خطوط الكهرباء، وتدمير مئات المنازل كليًا في المناطق الساحلية الجنوبية والشرقية.
وقال رئيس الوزراء الجامايكي في مؤتمر صحفي إن الأضرار المادية قد تتجاوز 8 مليارات دولار أمريكي، مشيراً إلى أن الحكومة طلبت مساعدات طارئة من الأمم المتحدة ومنظمة الصليب الأحمر لتأمين الغذاء والمأوى لنحو 350 ألف شخص نزحوا من منازلهم.
وكما أُغلقت جميع المطارات والموانئ البحرية حتى إشعار آخر، بينما أبلغت وزارة الزراعة عن خسائر جسيمة في المحاصيل الزراعية، خصوصًا قصب السكر والموز والبن، وهي من أهم صادرات البلاد. وأفادت التقارير الأولية عن مصرع ما لا يقل عن 47 شخصاً وفقدان العشرات، بينما تعيق الفيضانات والانهيارات الأرضية الوصول إلى بعض القرى الجبلية.
ومن جانبها، حذّرت هيئة الأرصاد من أن الإعصار، رغم تراجعه إلى الفئة الرابعة، لا يزال يشكل تهديدًا مباشرًا لكوبا وهايتي خلال الساعات المقبلة، مع توقع استمرار الأمطار الغزيرة وارتفاع الأمواج حتى 13 قدمًا فوق سطح البحر.
وأشار خبراء المناخ إلى أن ارتفاع درجة حرارة مياه البحر الكاريبي بمعدل يفوق 3 درجات مئوية عن المعدل الطبيعي كان أحد العوامل الرئيسية التي عززت قوة ميليسا بشكل غير مسبوق، في مؤشر جديد على تسارع تأثيرات التغير المناخي في المنطقة.
وتواصل فرق الإنقاذ الدولية والإقليمية محاولاتها للوصول إلى المناطق المعزولة، فيما أعلنت الأمم المتحدة إرسال بعثة تقييم عاجلة لتقدير حجم الأضرار وتنسيق عمليات الإغاثة الإنسانية خلال الأيام القادمة.
شاهد أيضاً:
أكثر 10 دول معرضة لحدوث الزلازل في العالم
تعرف على أطول سلسلة جبال في العالم
تعرف على أخطر 10 أماكن مائية في العالم




