تاريخ سوريا السياسي مليء بالشخصيات البارزة التي تركت بصماتها في مسار البلاد منذ الاستقلال وحتى اليوم.
فقد مرّت سوريا بعدة مراحل سياسية واقتصادية واجتماعية جعلت تقييم “أفضل رئيس” موضوعًا واسع النقاش، يعتمد على المعايير التي يُنظر من خلالها إلى الإنجازات والظروف التاريخية لكل فترة.
شكري القوتلي: رمز الاستقلال وبداية الدولة الحديثة
يعتبر شكري القوتلي، أول رئيس للجمهورية السورية بعد الاستقلال عام 1946، من أبرز القادة الذين أسسوا لدولة حديثة قائمة على السيادة الوطنية. عرف بمواقفه القومية ودعمه لوحدة الصف العربي، كما أسهم في ترسيخ هوية سوريا المستقلة بعيدًا عن الانتداب الفرنسي.
وتميز القوتلي بسياساته الدبلوماسية المتزنة وسعيه لبناء مؤسسات الدولة المدنية، مما جعله رمزًا للمرحلة الوطنية الأولى في تاريخ سوريا.
حافظ الأسد: مرحلة الاستقرار السياسي والتوسع الإقليمي
برز حافظ الأسد كأحد أكثر الرؤساء تأثيرًا في تاريخ سوريا الحديث، حيث حكم البلاد منذ عام 1971 حتى وفاته في عام 2000.
وشهدت سوريا خلال عهده مرحلة من الاستقرار السياسي النسبي بعد سنوات من الانقلابات، كما عزز من مكانة سوريا الإقليمية عبر دوره في الصراع العربي الإسرائيلي، وتحالفاته الإقليمية والدولية.
ورغم الجدل حول بعض سياساته الداخلية، إلا أن عهده تميز بتقوية الجيش السوري وتطوير البنية التحتية والتعليم والصحة، ما جعله شخصية مركزية في التاريخ السوري الحديث.
بشار الأسد: عصر التكنولوجيا والتحولات العالمية
مع وصول بشار الأسد إلى الحكم عام 2000، دخلت سوريا مرحلة جديدة من الانفتاح النسبي على التكنولوجيا والعالم الرقمي.
وفي بداية حكمه، شهدت البلاد محاولات للإصلاح الإداري والاقتصادي، وتوسعًا في قطاعات الاتصالات والتعليم العالي، كما واجه تحديات كبيرة مع اندلاع الأزمة السورية عام 2011.
ويعتبر البعض أن فترة بشار الأسد اتسمت بالصمود في وجه أزمات داخلية وخارجية معقدة، فيما يرى آخرون أن هذه المرحلة حملت أعباء اقتصادية واجتماعية كبيرة على المجتمع السوري.
خلاصة
يصعب تحديد “أفضل رئيس” لسوريا بشكل قاطع، فكل مرحلة حملت إنجازاتها وتحدياتها الخاصة.
لكن المؤرخين والسياسيين يتفقون على أن كلاً من شكري القوتلي وحافظ الأسد شكلا علامتين فارقتين في بناء الدولة السورية وتعزيز حضورها الإقليمي، بينما مثّل بشار الأسد نقطة تحول في مواجهة التحديات المعاصرة.
شاهد أيضاً:
دليل السياحة في دمشق: أبرز المعالم التاريخية والثقافية
أفضل الحلويات الشرقية في دمشق والشام
السياحة في بلودان: وجهة طبيعية ساحرة على مدار العام
