شهد العالم في عام 2025 واحدة من أكبر موجات ارتفاع أسعار القهوة خلال العقد الأخير، حيث قفزت الأسعار بنسبة 45% مقارنة بالعام السابق، وفقًا لتقارير أسواق السلع العالمية، وهذه الزيادة المفاجئة لم تمس فقط تكلفة فنجان القهوة في المقاهي، بل أثرت أيضًا على الأسعار في محلات التجزئة والموردين والمستهلكين حول العالم.
وهذا الارتفاع الحاد لم يكن وليد عامل واحد، بل نتاج تداخل معقّد لظروف مناخية قاسية، تقلبات اقتصادية، وأزمات في سلاسل التوريد، ما جعل من “القهوة” سلعة استراتيجية تشهد ضغوطًا متعددة، وبينما تتسع رقعة الطلب على القهوة، تتقلص قدرة الدول المنتجة على تلبية هذا الطلب، مما يغذي موجة ارتفاع الأسعار بشكل مستمر.
الأسباب الرئيسية لارتفاع أسعار القهوة عالميًا:

1. تراجع الإنتاج بفعل التغيرات المناخية
الطقس المتطرف يلعب دورًا حاسمًا في تقليل المحاصيل، خاصة في دول مثل البرازيل وفيتنام، أكبر منتجي القهوة عالميًا، والجفاف، الصقيع، والفيضانات ساهمت في خفض الإنتاج بنسبة تصل إلى 30% في بعض المناطق، مما أدى إلى نقص كبير في المعروض العالمي.
2. زيادة غير مسبوقة في الطلب العالمي
شهدت السنوات الأخيرة نموًا كبيرًا في استهلاك القهوة، خاصة في الأسواق الناشئة مثل الصين والهند، إضافة إلى استمرار ارتفاع الطلب في أوروبا وأمريكا، وهذا التوسع لم يقابله نمو مكافئ في الإنتاج، مما تسبب في فجوة واضحة بين العرض والطلب.
3. أزمات سلاسل التوريد العالمية
ارتفاع تكاليف الشحن البحري، ونقص الحاويات، وازدحام الموانئ العالمية، كلها عوامل ساهمت في تعطيل وصول القهوة من المزارع إلى الأسواق، وإضافة إلى ذلك، شهدت بعض البلدان نقصًا في الأيدي العاملة الزراعية ما أدى إلى تأخيرات في الحصاد والنقل.
4. المضاربات في أسواق العقود الآجلة
دخل المستثمرون على خط سوق القهوة، مستغلين القلق بشأن المعروض، ما دفع الأسعار إلى مستويات أعلى عبر المضاربات في الأسواق المالية، وهذا السلوك زاد من تقلب الأسعار وساهم في رفعها بشكل مصطنع في بعض الأحيان.
5. الرسوم الجمركية والسياسات التجارية
فرض بعض الدول رسومًا جمركية إضافية على واردات القهوة ضمن حزم اقتصادية حمائية، مما رفع أسعار القهوة المستوردة في عدة أسواق والولايات المتحدة، على سبيل المثال، زادت الرسوم على بعض الدول المصدّرة مما أثّر مباشرة على الأسعار النهائية.
إلى أين تتجه الأسعار؟ نظرة مستقبلية
مع استمرار التغير المناخي وتذبذب سلاسل التوريد، لا يبدو أن الأسعار ستعود لمستوياتها السابقة في وقت قريب، ومع ذلك تعمل بعض الدول على تعزيز الزراعة المستدامة وتحسين إنتاجية المحاصيل لمواجهة هذه التحديات، ويبقى السؤال المطروح: هل سنشهد مستقبلاً توازناً بين الجودة والتكلفة؟ أم أن فنجان القهوة سيتحول إلى سلعة فاخرة؟
شاهد أيضاً:
أكثر الدول المنتجة للقهوة في العالم
أعلى 10 دول منتجة للقهوة في العالم 2024
أكثر الدول المستهلكة للقهوة في العالم
أكثر الدول إنتاجاً للقهوة في العالم لعام 2023




