تعد تقنيات الذكاء الاصطناعي محورًا حيويًا في تحسين قطاع الخدمات المالية، ويتطلب الأمر تعزيز إدارة المخاطر وتحسين تجارب العملاء لتجنب التأثير السلبي المحتمل على الثقة، ويجب على الدول وضع سياسات تنظيمية فعّالة، مع إشراف بشري، لتوجيه استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات المالية.
ويُعد الذكاء الاصطناعي جزءًا حيويًا في علوم الكمبيوتر، محدثًا تحولًا كبيرًا في تقديم منتجات وخدمات الخدمات المصرفية، كما يسهم في تحسين كفاءة العمليات وتيسير الأمور الروتينية، مع تسليط الضوء على أهمية البيانات كأصول حيوية في المؤسسات المالية، مما يسهم في بناء أعمال ناجحة مبتكرة وفعّالة.
شاهد أيضاً: شركة تيرا للتسويق الإلكتروني تجمع مبلغ 2 مليون دولار في تمويل أولي لدعم مجالها
استخدامات الذكاء الاصطناعي (AI) في البنوك:
في ظل التحول الرقمي والتقدم التكنولوجي السريع، تسعى البنوك إلى استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحسين أنظمتها، ويعكس تقرير من Insider Intelligence أن حوالي 80٪ من البنوك يدركون فوائد الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أن توفر تلك التطبيقات 447 مليار دولار للبنوك العالمية بحلول عام 2023. تتركز فوائد الذكاء الاصطناعي في البنوك على عدة مجالات:
- روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي (Chatbots): تقدم هذه الروبوتات تفاعلًا مع العملاء عبر الإنترنت، مما يقلل من تداول المعلومات مع الموظفين ويقلل من تفاعلهم بنسبة 50% تقريبًا.
- كشف الاحتيال ومنعه (Fraud Detection & Prevention): يعتمد البنوك على الذكاء الاصطناعي لتحليل أنماط المعاملات ومراقبة الأنشطة المشبوهة، مما يقلل من حجم الخسائر المرتبطة بالاحتيال بنسبة 30-50%.
تشير الاستخدامات الأخرى للذكاء الاصطناعي إلى إدارة علاقات العملاء والتحليلات التنبؤية وإدارة مخاطر الائتمان، ويتوقع أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثير اقتصادي كبير، حيث يُقدر أن يسهم بتقديم قيمة مضافة تصل إلى 340 مليار دولار سنويًا في الخدمات المصرفية، ويتوقع أن يؤدي الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في البنوك إلى زيادة في الإنتاجية وتقليل التكاليف وتحسين خدمات العملاء.

الذكاء الاصطناعي في الخدمات المصرفية في الدول النامية:
يظهر التقدم السريع في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الدول المتقدمة أن هناك خطورة من اتساع الفجوة الرقمية بين هذه الدول والدول النامية. لذلك، يصبح استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي أمرًا ضروريًا للمؤسسات المالية في الدول النامية لتعزيز التنافسية وتحقيق التميز في التكنولوجيا المالية.
ويتوقع مكاسب كبيرة من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الدول النامية، مثل تقليل مخاطر الائتمان وتحكم في التكاليف وتحسين جودة الخدمات المصرفية وزيادة الإيرادات ورفع مستوى المنافسة، ولسد الفجوة الرقمية، يتعين على الدول النامية وضع إطار سياسي يركز على تعزيز الاستثمارات في البنية التحتية، وتطوير سياسات البيئة العمل الداعمة، وتعزيز المهارات، وتحسين إدارة المخاطر.
التعاون بين القطاعين الخاص والعام، وبين الدول، يمكن أن يسهم في التخفيف من مخاطر اتساع الفجوة الرقمية وتعزيز الاستثمارات. تلعب المنظمات الدولية دورًا هامًا في نقل المعرفة للدول النامية، مع تحفيز الابتكار وتقديم الدعم في مجالات البحث والتطبيقات العملية في مجال الذكاء الاصطناعي.

التحديات التي يواجهها القطاع المصرفي في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي:
تعتبر تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي مصدرًا للفوائد ولكنها تشكل أيضًا تحديات ومخاطر يجب مواجهتها بعناية. من بين هذه التحديات والمخاطر:
القرارات المتحيزة:
- التحدي: يمكن أن تظهر خوارزميات الذكاء الاصطناعي تحيزًا في اتخاذ القرارات، مما يؤدي إلى استبعاد فئات معينة أو اتخاذ قرارات غير دقيقة.
- الحل: تبني استراتيجيات شاملة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، تشمل معالجة التحيزات، وضمان خصوصية البيانات، والامتثال للوائح التنظيمية، وتعزيز الشفافية والمساءلة.
خصوصية البيانات:
- التحدي: تعتبر خصوصية البيانات والهجمات السيبرانية تحديات رئيسية، خاصةً مع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في معالجة بيانات العملاء الحساسة.
- الحل: الالتزام الصارم بلوائح خصوصية البيانات، وتنفيذ إطار قوي لإدارة البيانات، بما في ذلك إجراءات مثل إخفاء الهوية والتشفير، وتعزيز أمان الأنظمة من خلال تدابير قوية للسيبرانية.
يجب على المؤسسات المالية تبني نهج متوازن يجمع بين استغلال الفوائد الكبيرة لتقنيات الذكاء الاصطناعي ومواجهة التحديات المرتبطة بها من أجل ضمان استدامة ونجاح تلك الاستخدامات.
شاهد أيضاً:
أرخص أسعار البنزين في العالم
أكثر 6 دول خطورة في العالم عام 2023
تراجع مبيعات الهواتف الذكية
تقارير: 167 ألف مليونير في الإمارات مع نهاية 2027