في خطوة جريئة نحو مستقبل النقل الذكي، أعلنت شركتا “بايدو” الصينية و”أوبر” الأميركية عن تحالف جديد يهدف إلى إدخال تقنية التاكسي ذاتي القيادة إلى أسواق خارج حدود بلديهما، في خطوة قد تُعيد رسم ملامح قطاع المواصلات حول العالم.
بموجب هذه الشراكة، ستتمكن “أوبر” من تقديم خيار حجز سيارات ذاتية القيادة من خلال منصتها، مستعينة بأسطول شركة “بايدو” المتطور من مركبات “Apollo Go”، التي أثبتت نجاحها في السوق الصيني، هذا التوسع لن يشمل الولايات المتحدة أو الصين، بل سيركز على مناطق جديدة واعدة، بدءًا من آسيا والشرق الأوسط، مع خطط لاختبارات فعلية في مدينة دبي قريبًا. شركة بايدو تمتلك سجلًا حافلًا في هذا المجال، إذ تخطّت رحلاتها ذاتية القيادة حاجز الـ11 مليون رحلة داخل مدن كبرى مثل بكين وشنغهاي، مما يعزز مصداقية الخدمة وقدرتها على الانتقال إلى مراحل أكثر تطورًا.
استخدام هذه التكنولوجيا خارج الصين يأتي كخطوة طبيعية بعد اختبارها بنجاح في بيئات حضرية معقدة. تجسّد هذه المبادرة تكاملًا نادرًا بين شركتين من أكبر الأسماء في التكنولوجيا والنقل. فبينما توفر “بايدو” البنية التحتية التكنولوجية للسيارات ذاتية القيادة، تقدم “أوبر” منصتها الضخمة التي تعمل في آلاف المدن، لتكون بمثابة بوابة عملية لإدخال هذه الخدمة إلى الحياة اليومية للمستخدمين.
ورغم الطابع الطموح للتحالف، تبقى هناك تحديات أمام انتشاره عالميًا، أبرزها القوانين المحلية التي تختلف من بلد لآخر فيما يخص استخدام السيارات الذاتية القيادة وخدمات النقل التشاركي. إلا أن انتشار “أوبر” الواسع يمنح “بايدو” ميزة دخول تلك الأسواق عبر شريك موثوق ومجرب.
لا شك أن هذا التعاون يمثل ملامح مرحلة جديدة في عالم التنقل الحضري، حيث تصبح السيارات بدون سائق خيارًا متاحًا في تطبيقات الهاتف الذكي. وإذا نجح هذا المشروع في تجاوز العقبات التقنية والتنظيمية، فقد نشهد خلال السنوات القليلة القادمة انتشارًا واسعًا لخدمة التاكسي الآلي كأحد أعمدة التنقل الذكي.
شاهد أيضاً:
أوروبا تمنع بريطانيا من دخول منطقة التجارة الحرة المتوسطية
اتهامات بتجاوز دستوري: إدارة ترامب تواجه دعوى في محكمة التجارة الدولية




