يتم إنتاج حوالي 785 مليون طن متري من القمح سنويًا على مستوى العالم، مما يجعله ثاني أكبر حبة في العالم بعد الذرة. القمح له استخدامات واسعة في مختلف أنحاء العالم، وتعتبر دول مثل الصين والاتحاد الأوروبي والهند وروسيا من أكبر منتجيه. هذه الدول تساهم بإنتاج ملايين الأطنان من القمح كل عام. فيما يلي قائمة بأكبر 10 دول في العالم من حيث إنتاج القمح.
شاهد أيضًا: تعرف على أكثر الدول إنتاجًا للفضة حول العالم
أكبر 10 دول منتجة للقمح في العالم:
1) الصين
تتصدر الصين قائمة أكبر منتجي القمح في العالم بفضل مواردها الزراعية الوفيرة وطرق الزراعة المتقدمة. في موسم الزراعة 2023-2024، أنتجت الصين 136.6 مليون طن متري من القمح، ويعود الفضل في هذا الإنتاج الكبير إلى المناطق الزراعية الأساسية في البلاد مثل مقاطعات خنان وشاندونغ وخبي.
تلعب سياسة الأمن الغذائي في الصين دورًا حيويًا في ضمان تلبية احتياجات السكان الكثيفين من الحبوب الأساسية. وقد استثمرت الحكومة الصينية بشكل كبير في تحسين البنية التحتية الزراعية والتكنولوجيا، مما أدى إلى تطوير أصناف قمح ذات غلة عالية، وطرق ري حديثة، وتقنيات فعالة لإدارة سلسلة التوريد. ساعدت هذه الاستثمارات في زيادة الإنتاجية وتقليل الخسائر الناجمة عن الآفات والأمراض.
على الرغم من التحديات الناتجة عن تغير المناخ وأنماط الطقس غير المتوقعة، تمكنت الصين من الحفاظ على مستوى إنتاجها من القمح بل وزيادته بفضل تقنياتها وسياساتها القابلة للتكيف. تولي الصين اهتمامًا كبيرًا بأساليب الزراعة المستدامة للحفاظ على صحة التربة وضمان الإنتاج على المدى الطويل. يعزز الإنتاج الضخم من القمح في الصين مكانتها كفاعل رئيسي في السوق العالمية، ويؤثر على الأسعار وأنماط التداول على مستوى العالم.
2) الاتحاد الأوروبي
يعد الاتحاد الأوروبي من اللاعبين الرئيسيين في سوق القمح العالمي، حيث ينتج 134.3 مليون طن متري في موسم الحصاد 2023-2024، مما يجعله ثاني أكبر منتج بعد الصين. تسهم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشكل كبير في هذا الإنتاج، وتبرز فرنسا وألمانيا وبولندا كأكبر المساهمين.
تُعتبر أوكرانيا “سلة خبز أوروبا”، وتأتي ألمانيا في المرتبة الثانية بفضل أراضيها الخصبة وطرق الزراعة المتطورة. بينما تلعب بولندا دورًا مهمًا بفضل أراضيها الواسعة ومناخها المناسب. تستفيد هذه الدول من سياسة الزراعة المشتركة في الاتحاد الأوروبي، التي تدعم المزارعين بالإعانات والتشجيع على استخدام أساليب زراعية متقدمة.
تتميز زراعة القمح في الاتحاد الأوروبي بتنوع الأنواع المزروعة، مثل القمح الشتوي والربيعي. تعزى الزيادة في الإنتاج إلى الأساليب الزراعية الحديثة، مثل الزراعة الدقيقة واستخدام أصناف مقاومة للأمراض. كما تسهم البنية التحتية الجيدة في الاتحاد الأوروبي في تسهيل نقل وتداول القمح محليًا وعالميًا.
يعد قمح الاتحاد الأوروبي لاعبًا مهمًا في السوق العالمية، وهو ذو قيمة عالية سواء للاستهلاك المحلي أو للتصدير. تأثيره يمتد إلى أسعار التجارة العالمية، ويعكس الالتزام بالزراعة الصديقة للبيئة للحفاظ على ريادته في هذا المجال.
3) الهند
تُعتبر الهند واحدة من أكبر منتجي القمح في العالم، بإنتاج يصل إلى 110.5 مليون طن متري في موسم الحصاد 2023-2024، مما يعكس مساهمتها الكبيرة في الزراعة العالمية. يأتي هذا الإنتاج من الأراضي الخصبة والمناخ المعتدل في مناطق مثل البنجاب وهاريانا وأوتار براديش.
تُعرف ولايتا البنجاب وهاريانا بـ”صوامع القمح في الهند”، حيث توفران الجزء الأكبر من الإنتاج بفضل أصناف القمح عالية الغلة، وأنظمة الري الفعالة، والتربة الجيدة. كما تلعب ولاية أوتار براديش دورًا مهمًا بسبب مساحتها الزراعية الواسعة.
ساهمت الثورة الخضراء في الهند في ستينيات القرن العشرين في تحسين تقنيات الزراعة، مما ساعد على زيادة الإنتاجية. كما يوفر نظام المشتريات الحكومية وأسعار الدعم الدنيا دخلاً ثابتًا للمزارعين، ويشجعهم على الاستمرار في زراعة القمح.
على الرغم من التحديات مثل الرياح الموسمية غير المنتظمة وندرة المياه، نجح المزارعون في الهند في التكيف باستخدام أساليب مثل الزراعة المحافظة والري بالتنقيط. تدعم الأسمدة والمبيدات الحشرية، بالإضافة إلى البحث والتطوير، زيادة غلة القمح. يعزز الإنتاج المحلي من الأمن الغذائي للسكان الكثيفين ويُساهم في سلسلة إمدادات الغذاء العالمية من خلال تصدير القمح إلى مناطق ودول مجاورة.

4) روسيا
أصبحت روسيا لاعباً أساسياً في سوق القمح العالمي، حيث بلغ إنتاجها 91 مليون طن متري في موسم 2023-2024. تعكس هذه الأرقام مدى أهمية روسيا في النظام الزراعي العالمي، بفضل مساحتها الواسعة من الأراضي الصالحة للزراعة وظروف النمو المثالية، خاصة في المناطق الجنوبية مثل كراسنودار وستافروبول وروستوف.
تتمركز مناطق إنتاج القمح في روسيا في الجنوب، حيث المناخ الملائم والتربة الغنية المعروفة بتربة تشيرنوزيم. تستفيد هذه المناطق من تطبيق تقنيات زراعية حديثة، والميكنة، وأساليب زراعية متطورة، مما أدى إلى زيادة الإنتاجية بشكل كبير. كما أن أصناف القمح الروسية، التي تتميز بصلابتها وإمكاناتها الإنتاجية العالية، تعزز مستويات الإنتاج.
ساهم الدعم الحكومي والسياسات الزراعية في رفع مستوى إنتاج القمح بشكل ملحوظ. بفضل الاستثمارات في البنية التحتية، والبحث الزراعي، ودعم المدخلات الزراعية، أصبحت روسيا واحدة من أكبر مصدري القمح في العالم. على الرغم من التحديات مثل التغيرات المناخية والصراعات الجيوسياسية، نجحت روسيا في الحفاظ على وتعزيز إنتاجها من القمح، مما يجعل القمح الروسي مطلوبًا بشكل كبير في الأسواق العالمية، خاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
5) الولايات المتحدة
في موسم 2023-2024، أنتجت الولايات المتحدة 49.3 مليون طن متري من القمح، مما يعكس قوة قطاعها الزراعي. يساهم هذا الإنتاج الكبير في تعزيز مكانة الولايات المتحدة في سوق القمح العالمي، بفضل مساحات زراعية واسعة، وتقنيات زراعية متقدمة، وشبكة دعم قوية للمزارعين.
تعد الولايات الثلاث الرئيسيات في إنتاج القمح في الولايات المتحدة هي مونتانا، وداكوتا الشمالية، وكانساس. تُعرف ولاية كانساس بـ “ولاية القمح”، وهي أكبر منتج للقمح في البلاد، خاصة صنف القمح الأحمر الشتوي الصلب، الذي يُقدَّر بجودته في صناعة الخبز.
تعزز التكنولوجيا الزراعية الحديثة مثل المحاصيل المعدلة وراثيًا، والزراعة الدقيقة، وأنظمة الري الفعالة، استدامة وإنتاجية القطاع الزراعي الأمريكي. تسهم الأبحاث والتطوير في تحسين إنتاج القمح ومقاومته للآفات والأمراض، بدعم من القطاعين العام والخاص.
تساعد السياسات الحكومية مثل تأمين المحاصيل والإعانات ومنح البحث في استقرار وتوسع إنتاج القمح. تساهم البنية التحتية المتطورة للتصدير والنقل والتخزين في تعزيز دور الولايات المتحدة في سوق القمح العالمية.
6) كندا
تُعرف كندا بإنتاجها الواسع للقمح، حيث أنتجت 33.8 مليون طن متري في موسم 2023-2024، مما يبرز مكانتها كأحد أكبر منتجي القمح في العالم. تسهم مقاطعات ساسكاتشوان وألبرتا ومانيتوبا في معظم الإنتاج بفضل تربتها ومناخها المثاليين لزراعة القمح.
تُنتج مقاطعة ساسكاتشوان أكثر من نصف القمح الكندي، وتعتبر بذلك أكبر منتج للقمح في البلاد، تليها ألبرتا ومانيتوبا. يتميز القمح الكندي بنوعين رئيسيين: القمح القاسي، الذي يستخدم في صناعة المعكرونة، والقمح الأحمر الربيعي الصلب، الذي يتميز بمحتواه العالي من البروتين وفعاليته في الخبز.
تشمل العوامل المساهمة في نجاح كندا في إنتاج القمح التقنيات الزراعية المتطورة، والبحث في علوم المحاصيل، وأساليب الزراعة الفعالة. ساهمت أصناف القمح عالية الغلة والمقاومة للأمراض، واستخدام أساليب الزراعة الدقيقة وأنظمة الري الحديثة في زيادة الإنتاجية.
يدعم القطاع الحكومي صحة صناعة القمح في كندا من خلال تأمين المحاصيل، وتمويل البحوث، وبرامج الدعم المالي، مما يساعد المزارعين في إدارة المخاطر والاستثمار في الممارسات المستدامة. كما تسهم البنية التحتية المتطورة في نقل وتخزين وتصدير القمح بفعالية.
7) باكستان
بفضل تاريخها العريق في الزراعة، أنتجت باكستان 28 مليون طن متري من القمح في موسم 2023-2024، مما يعكس أهمية القمح كغذاء أساسي وضمان للأمن الغذائي في البلاد. تعتبر باكستان من أكبر منتجي القمح عالميًا، حيث تلعب منطقتا السند والبنجاب دورًا رئيسيًا في هذا الإنتاج، مع هيمنة البنجاب على الحصص الأكبر بفضل سهوله الخصبة ونظام الري الواسع المستمد من نهر السند. كما تساهم السند بشكل ملحوظ، خاصة في إنتاج القمح الشتوي.
تُسهم التقنيات الزراعية الحديثة إلى جانب الأساليب التقليدية في زيادة إنتاج القمح في باكستان. ارتفعت الإنتاجية بفضل تحسين الممارسات الزراعية، واستخدام أصناف قمح عالية الغلة ومقاومة للجفاف، بالإضافة إلى الدعم الحكومي الذي يشمل الأسمدة المدعومة وبذور عالية الجودة. على الرغم من التحديات مثل ندرة المياه والطقس غير المنتظم، نجح المزارعون الباكستانيون في التكيف بفضل تحسين كفاءة الري وتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة.

8) أستراليا
في موسم 2023-2024، أنتجت أستراليا 25 مليون طن متري من القمح، مما يعزز مكانتها في سوق القمح العالمي بفضل أساليبها الزراعية المبتكرة وأراضيها الشاسعة. تعتبر المناطق الرئيسية لإنتاج القمح في أستراليا هي غرب أستراليا، ونيو ساوث ويلز، وفيكتوريا، حيث تنتج غرب أستراليا نصف القمح الوطني بفضل بيئة زراعية مناسبة وتكنولوجيا زراعية متطورة.
تتميز إنتاجية القمح الأسترالية بالكفاءة والجودة بفضل أنظمة الري الفعالة وتقنيات الزراعة الدقيقة وأصناف القمح عالية الغلة والمقاومة للجفاف. يستخدم المزارعون أساليب زراعية حديثة مثل الإدارة المتكاملة للآفات والزراعة بدون حرث لتحسين صحة التربة وتقليل التأثير البيئي. تدعم الحكومة الأسترالية تجارة القمح من خلال الإعانات والتمويل المخصص للأبحاث، مما يساعد في تعزيز الإنتاجية والابتكار الزراعي.
9) أوكرانيا
أنتجت أوكرانيا، المعروفة بلقب “سلة خبز أوروبا”، 23.4 مليون طن متري من القمح في عامي 2023 و2024، مما يبرز دورها الهام في إنتاج القمح العالمي. تستفيد أوكرانيا من تربتها الغنية وظروفها الزراعية المثالية، حيث تعتبر المناطق الجنوبية والوسطى مثل أوديسا وميكولايف وخيرسون الرئيسية في إنتاج القمح بفضل التربة السوداء الغنية والمناخ المناسب.
زادت أوكرانيا من إنتاج القمح بفضل التقدم التكنولوجي والأساليب الزراعية الحديثة، مثل استخدام أصناف القمح عالية الغلة والتقنيات الزراعية الدقيقة، بما في ذلك نظم تحديد المواقع العالمية (GPS) والمراقبة عبر الأقمار الصناعية. كما ساهمت الاستثمارات الأجنبية والدعم الحكومي في تحسين أساليب الزراعة من خلال توفير البذور عالية الجودة والدعم المالي والتدريب، مما يعزز قدرة أوكرانيا على تصدير القمح بكفاءة إلى الأسواق الدولية.
10) تركيا
في موسم الزراعة 2023-2024، أنتجت تركيا 19.5 مليون طن متري من القمح، مما يعكس دورها البارز في سوق القمح العالمي ودورها في ضمان الأمن الغذائي لشعبها. تستفيد تركيا من بيئتها المتنوعة وتقاليدها الزراعية العريقة التي تدعم هذا الإنتاج الواسع.
تعد هضبة الأناضول الوسطى، ومنطقة مرمرة، ومنطقة جنوب شرق الأناضول من المناطق الرئيسية لإنتاج القمح في تركيا. يتميز إنتاج القمح في وسط الأناضول، وخاصة في قونية وأنقرة، بفضل التربة الغنية والبيئة شبه القاحلة التي تدعم الزراعة. تلعب مشاريع الري الواسعة في منطقة جنوب شرق الأناضول دورًا كبيرًا في تعزيز الإنتاج، بينما يساهم مناخ منطقة مرمرة المعتدل في زيادة الإنتاج.
تستفيد تركيا من الجمع بين التقنيات الزراعية الحديثة والأساليب التقليدية لزيادة إنتاج القمح. يستخدم المزارعون استراتيجيات مثل الإدارة المتكاملة للآفات، وتناوب المحاصيل، واستخدام أصناف قمح عالية الغلة ومقاومة للجفاف. كما تسهم المساعدات الحكومية في تعزيز إنتاج القمح من خلال تمويل البحوث، وبرامج الإرشاد الزراعي، والإعانات، مما يعزز فعالية الممارسات الزراعية في البلاد.
شاهد أيضاً:
تعرف على اهم السلع التى تصدرها مصر لمختلف دول العالم
البنك المركزي السعودي: توفير 3 آلاف وظيفة بقطاع التقنية المالية منذ بداية عام 2023
3 عوامل يمكن أن تؤدي إلى انخفاض أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا
روسيا تعتزم إنتاج 14 ألف سيارة كهربائية في وقت قياسي